أي معلم يستطيع أن يصبح ذو إنجاز مرتفع ،وذلك عندما يؤثر إيجابياً على حياة طلابه،ويستطيع ذلك من خلال اختياره، فالاختيار يجعل رد فعله إيجابياً نحو التحديات التي تواجهه.
هذا السلوك(الاختيار)يعتبر الاستراتيجية الأولى التي يمكن للمعلم تعلمها وفي الحقيقة يجب أن يتعلمها،لأن مستقبل الأمة يعتمد عليه (أي على المعلم) وذلك لأهمية وظيفته ،والاستراتيجية الثانية هي اعتقاد المعلم بقدراته،فإذا اعتقد المعلم أنه يستطيع فعل (....)فإنه سيستطيع بإذن الله أما إذا اعتقد بأنه لا يستطيع فهو فعلاً لن يستطيع.
إن اعتقاد المعلم بقدرته على التغير تنبع من إيمانه بقدراته الشخصية وبأنه يستطيع أن يعمل تغيراً كبيراً في حياة طلابه.
إن المعلم الذي يطلق عليه ذو همة(( إنجاز عالي)) هو المعلم الذي يستطيع إخراج أو إظهار القدرات المميزة عند طلابه،والذي يتغلب على التحديات التي تقابله بفعالية والذي يرجع على منزله وهو في قمة الرضا والسعادة بنفسه وبإنجازاته، والذي يقول لنفسه (دائماً) أنا هنا من أجلهم فإذا لم أستطع التواصل معهم فمن الذي سيفعل ذلك؟أنا مهتم بهم،وقلق عليهم،أريد تعليمهم،أريد منهم أن يثقوا بي وبالطرق التي استخدمها معهم،والذي ينظر إلى عيونهم الصغيرة ويتخيلهم يقولون له((لو سمحت ساعدنا))ولهذا السبب فقط أنا معلم.
هناك حقيقتان تقود المعلم إلى الفعالية
الأولى:- كل طالب يستطيع أن يتعلم بإذن الله.
الثانية:- وأن كل معلم لديه القدرة على تعليم كل طالب بالفصل.
المعلم الفعّال هو الذي:
1. من خلال تشجيعه للطالب يستطيع أن يخرج كل القدرات التي يمتلكها ويظهرها على هيئة سلوك إيجابي.
2. يحول فشل الطالب إلى نجاح مهما تطلب ذلك من جهد ووقت إي المعلم الذي لا يفقد الأمل في طلابه.
3. يستطيع التعامل والتواصل مع طلابه ويتقبلهم كما هم وذلك لأنه يحترمهم ويقدر خصوصياتهم وإمكاناتهم الفردية.
4. يعطي القليل من نفسه لكل طالب حيث أن الطلاب يرغبوا في التعامل معه.
خصائص المعلم الفعّال (صاحب الإنجاز المرتفع) :-
1. لديه رؤية واضحة ومحددة:أي يعرف تماماً ما الذي يريد أن يصل إليه في فصله كل يوم.
2. لديه إيمان إيجابي بقدراته :أي لديه اعتقاد بأنه يستطيع العمل بنجاح مع طلابه وذلك لعمل تغير في حياة طلابه.
3. يطور مهارات حل المشاكل : هذه المهارات التي تساعده على ابتكار وإنجاز الخطط التي تتغلب على التحديات المختلفة.
4. إدراكه بأن الاختيارات التي يقوم بها هي التي تؤثر على نجاحه.
5. تعلم كيف يبني علاقات إيجابية مع طلابهم بصرف النظر عن مدى تفوقهم وسلوكهم.
6. وأيضاً تعلم كيف يبني علاقات إيجابية مع الأهل والتي تجعله يقدر الجهد الذي يقوم به الأهل مع أبنائهم في المنزل.
7. الذي يحافظ على ردود الأفعال الإيجابية مع طلابه،والذي يعرف أن رد الفعل السلبي يعوق تعلمهم.
8. الذي يقدر احتياجه لفريق مساعد يسانده بإيجابية.
9. الذي تعلم كيف يخطط ويدير وقته وجهده ليستثمر مهاراته ومصادره.
إن تعلم تلك المميزات أو الاستراتيجيات الخاصة بالتدريس الفعّال ما هو إلاّ تطوير عادات جديدة في الاعتقاد وفي الشعور وفي الأفعال ولكن المشكلة هي أننا عندما نتعود على عمل ما فإننا نستصعب التغير.
الخلاصة:-
الذي يجعل المعلم صاحب إنجاز مرتفع ودافع أكثر للعمل هو التغير أي عليه أن يدرك بأن ما كان يفعله سابقاً يجب أن لايستمر في المستقبل ، كما عليه أن يدرك أنه باستطاعته تعلم حلول جديدة لمواجهة التحديات ولا ينسى أنه يستطيع:
تغير حياته من خلال اختياراته الدائمة.
التعلم ليصبح أكثر نجاحاً.
أن يقوي نفسه لعمل تغيرات في فصله يومياً.
أن يختار لعمل هذا التغير.
ليكون المعلم فعالاً هذا يرجع لاختياره ولكن لا تنسى أنت مدين لطلابك بهذا الاختيار والأهم أنت مدين لنفسك بهذا الاختيار.