الحلقة الاولى
الحوار واكساب التلاميذ مهاراته الحياتيه
تبرز أهمية الحوار باعتباره إحدى أدوات الاتصال (التفاهم والتعامل مع الآخرين واكتشافهم) الذي يعد من المهارات الأساسية اللازمة في القرن الحادي والعشرين، حيث يتوجب أن يتقن التلاميذ مهارات الحديث والاستماع والكتابة، وكذلك مهارات العلاقات الإنسانية التي تمكنهم من العمل مع الآخرين كأعضاء في فريق، ومن حل الخلافات والنزاعات، التي قد تقع عن طريق الحوار والتفاوض.
وهكذا فإن جملة هذه المهارات ترتبط ارتباطا دقيقا بكيفية التعامل مع الفرد أو الجماعة، واحترام الآخر والتعاون معه والقدرة على الاتصال والتفاوض والحوار والمناقشة بموضوعية. و هي جميعا من المهارات التي تعد الفرد للانتقال من المدرسة إلى دنيا العمل، حيث سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الآخر بداء من الأسرة التي يعيش فيها وانتهاء بالعالم الذي أضحى قرية كونية صغيرة.
وهنا يبرز دور المدرسة في تكوين التلاميذ من تلك المهارات التي أضحت الأدوات الأساسية لاكتشاف الآخرين والتعامل معهم بإقامة علاقات إنسانية، من ضمنها التعاون والتضامن والمساواة والتواصل والمواجهة من خلال الحوار والنقاش وتبادل الحجج.
طريق تشكيله لدى التلاميذ:
... لقد أكدت أبحاث بورين وبياجيه وزابورجيس والكونين و غالبرن وغيرهم أن أول ما ينشأ عند مجموعة الأطفال هو المحادثة ومع المحادثة تظهر الحاجة للبرهنة عن الأفكار، وبعد ذلك ينشأ عند الطفل التفكير كشكل خاص للنشاط الداخلي (بشارة 1983، ص 54). [...] ولإكساب التلاميذ مهارات الحوار لا بد من تدريبهم عليه بصورة جيدة خلال حياتهم المدرسية، وهذا يتطلب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وعيرها في أنشطته التعليمية / التعلمية سواء أكان ذلك داخل الصف أم في خارجه مع الأخذ بالاعتبار أن الشكل الذي يتخذه الحوار يختلف من مرحلة تعليمية إلى أخرى، حيث يمكن المعلم أن يستخدم طريقة الحوار والمناقشة في جميع المراحل وفي معظم المواد الدراسية بدءا من مرحلة التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي، بينما يقتصر استخدام الندوة والمناظرة على المرحلين الثانوية والجامعية.
ففي مرحلة التعليم الأساسي يمكن للمعلم أن يستخدم الحوار والمناقشة في معظم المواد الدراسية، كمواد اللغة العربية والموارد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) وفي مادة التربية الصحية والتربية البيئية وغيرها. أما في المرحلة الثانوية فيمكن استخدام الحوار بأشكاله المختلفة بشكل أوسع وبخاصة بالمواد النظرية، وحيثما توجد قضية تتطلب حلا من خلال تبادل الآراء والأفكار كالقضايا الأدبية والاجتماعية والفلسفية والاقتصادية والعملية والسياسية وغيرها.