المنهج الخفي
Hidden curriculum
المنهج الخفي هو كل ما يتعلمه الطلاب غير المنهج المخطط والرسمي .
ولهذا كان من أبرز الصعوبات التي تواجه القائمين على إعداد المناهج وتطويرها صعوبة ضبط المنهج الخفي والتحكم فيه، إذ كيف يتم لهم ضبط شيء لا يرى ولا يتوقع ولا تعرف طبيعته، ولا يمكن السيطرة عليه بالأنظمة والقوانين أو الكتب والتعليمات .
فالمنهج الخفي يمكن أن نجده فيما يتعلمه الطلاب من طبيعة العلاقة بين المدير والمعلمين ، ومن أسلوب تعامل المعلمين مع الطلاب ، ومن علاقة المعلمين مع بعضهم البعض ، ومن ترتيب الفصول ونوع الأثاث ووضعه في المدرسة ، ومن خلفيات المعلمين العلمية والثقافية والاجتماعية ، ومن توزيع الوقت الدراسي ، وقبل ذلك من اللوائح والأنظمة والتعليمات التي تطبق على الطلاب .
و للمنهج الخفي إيجابيات وسلبيات بناءً على نوعية المعارف والسلوكيات التي يكتسبها الطالب من المدرسة دون تخطيط وتوجيه مسبق من المسئولين ، فمن أبرز السلبيات :
تزييف وعي الطالب ، وإبراز الصراع بين ما يتضمنه المنهج الرسمي وما يتعلمه
الطالب في الحياة اليومية ، وقتل الإبداع ، والنزعة الاستهلاكية وتعليم الطلاب
الإتكالية، والنزعة المظهرية وذلك عندما يُهتم بالشكل دون المضمون...الخ
فالطالب الذي يتعلم من خلال المنهج الرسمي المخطط أن التدخين محرم وضار
بالصحة ، ويرى معلماً يشرب الدخان ، ويجاهر به أحياناً عند خروجه من المدرسة
، أو أن يحاول المعلم أن يغرس في طلابه الانتماء وفي نفس الوقت نراه يردد أشياء
تنسف ما يحاول أن يغرسه ، أو معلم يحذر تلاميذه من الكذب وهو يفعل عكس ذلك .
وفي المقابل فإن طلابنا يتعلمون الكثير من السلوكيات الإيجابية التي قد لا تكون ضمن
المنهج الرسمي المخطط أحياناً مثل : احترام الأنظمة والقوانين والتعليمات، المحافظة
على الأملاك العامة ، كيفية بناء العلاقات مع الآخرين ، الترتيب والنظام...الخ
ومع صعوبة ضبط المنهج الخفي والتحكم فيه إلا أنه يمكن الحد من آثاره السلبية وذلك
بتكوين الوعي بأهمية التعامل الإنساني مع الطلاب وممارسته عملياً داخل البيئة
المدرسية ، وتوجيه الطلاب دائماً بشكل مباشر وغير مباشر للأفضل فكرياً واجتماعياً
وسلوكياً ، والاستجابة لمصالحهم ورغباتهم وحاجاتهم الإيجابية ، وذلك من خلال بيئة
مدرسية متكاملة ، وتخطيط وبناء مناهج ذات صلة وثيقة بالواقع الذي يعيشونه ، مع
تأهيل وتدريب المعلمين ليكونوا قادرين على أداء واجبهم إنسانياً ووظيفياً .
إن المنهج الخفي حقيقة تربوية لا يستطيع أحدُ إنكارها أو إلغاء تأثيرها الإيجابي أو
السلبي في سلوكيات الطلاب إلا أنه علينا كمربين أن نوجه هذا المنهج داخل مدارسنا
توجيهاً سليماً لتكون أثاره وثماره نتائج إيجابية تظهر في سلوكيات طلابنا ومستوياتهم
الدراسية ، وأن نكون حذرين في أقوالنا وأفعالنا لأنها مصدر تعلم للطلاب وأن نعطي
اهتمام أكبر بهذا النوع من المناهج لأننا أغفلناه وقد لمسنا سلبياته جميعاً في أفعال
وسلوكيات أبنائنا .