هاله خشبه
الاوسمة :
عدد المساهمات : 453
| موضوع: الصلاة الخاشعة السبت مارس 26, 2011 4:16 am | |
| الصلاة الخاشــــــــــــــــــــــــعة قال تعالي : قدأَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} .. أريد أن أسألكم سؤالا .. هل يستطيع أحد أن يصلي صلاة ركعتين أو أربع بخشوع تاااام ؟! (كانت الإجابة من الطالبات... لا) الآن نريد أن نعرف متى نقول عن الشيء أنه مستحيل ؟ إذا ورد نص بذلك .. مثل لو سأل شخص عن الروح نقول له أنه من الأمور المستحيل معرفتها لقوله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } كذلك علم الغيب نعلم جميعا أنه من المستحيل معرفته لورود النصوص بذلك .. بهذا نستطيع القول بأن هذه الأمور مستحيلة .. إذن نستطيع أن نخشع في صلاتنا خشوع تام لأنه لم يرد نص يبيّن استحالة هذا الشيء .. صحيح أن الشيطان قد يدخل ويوسوس لكن ليس مستحيلا أن نخشع ..
أبشركم أننا نستطيع أن نخشع في صلاتنا بعون الله .. نبدأ بالبشائر التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم ..قال عليه الصلاة والسلام : ( .مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه مسلم
وهل الإسلام يأمرنا بما لا نُطيق ؟!! إذن نستطيع أن نصلي بركعتين لا نحدث بهما نفسنا .. عدم الخشوع سببه أن الشيطان يقول صعب الخشوع وبذلك يدخل علينا ..
والبشرى الثانية من الرسول صلى الله عليه وسلم : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم .)لراوي: أنس بن حكيم الضبي المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 864 )
فقوله صلى الله عليه وسلم : إن كانت تامة ! أي أنه هناك صلاة تامة ..
لماذا نحن لا نخشع في صلاتنا ؟! اولا لأن الشيطان لا يريدنا أن نخشع ..فيصرفنا عن الصلاة .. ثانيا اعتقاد أن الخشوع شيء لابد أن يستمر مع الإنسان وهذا غير صحيح فقد نخشع يوم ويوم لا نخشع وهكذا .. ونسأل الله الثبات .
الصلاة التي تؤدى بلا خشوع ليس لها أثر .. مثل من يصلي ثم يسب ويغتاب ويشتم .. لماذا لم تنهاه الصلاة عن الفحشاء والمنكر ؟! لأن الصلاة لم تكن صلاة خاشعة ..
ندخل الصلاة لنلجأ لله أن يرحمنا وييسر لنا كل أمورنا .. قال تعالى :{ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} كيف تكبر الله وتسبح وتقرأ قرآن في صلاتك ولا تخشع !!!
كلما زاد أهمية الأمر في داخلك كلما قلّ السرحان ..والشطان يأتي في الصلاة يقول لك : اذكر كذا اذكر كذا ...
أين تكمن المشكلة في عدم خشوعنا في الصلاة ؟! المشكلة في القلب .. الحب موجود في القلب..! الحسد موجود في القلب..! الرضا موجود في القلب..! الخوف موجود في القلب..! الوهم موجود في القلب..! كل شيء في القلب كل المشاعر في القلب إذا كانت في القلب إذن هو القضية الأساسية ! إذن ما فائدة العقل ؟! العقل يفكر بما في القلب .. مثل أبو جهل حين امتلأ قلبه بغضا للإسلام وأهله وللرسول صلى الله عليه وسلم عرف انه رسول لكنه قال : الرفادة والسقاة ذهبت لبني هاشم وأيضا النبوة ! والله لا نؤمن !! فامتلأ قلبه عنادا وعقله يعلم أنه رسول ..
فإذا ملأنا قلوبنا بالاستغفار يكون الأثر كبير جدا .. الطيار الشبيلي في إحدى الرحلات رأى طائرة كازاخستانية تصطدم في الطائرة السعودية مباشرة وتسقط حينها الطائرتين وتنفجر بهما ويموت كل من فيهما .. وإذا الصندوق الأسود يسجل صوت الطيار وهو يقول : استغفر الله استغفر الله أشهد أن لا إلـــه إلا الله وأشهد أن محمــــدا رسول الله .. الإنسان في اللحظات الأخيرة يثبته الله على ما كان عليه فحين سُئلت زوجته قالت أنه كان من أهل الصلاح ومتعلق بالله ..
إذن القلب ينطق بما كان فيه ! نسأل الله الثبات ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب " متفق عليه
مثال : إذا أحببنا شيء فاق محبة الله أول ما نصلي نذكر ذلك الشيء في الصلاة . العقل يفكر بما في القلب مثال : لص في الرياض سرق 120 بيت لما قُبض عليه قالوا لماذا تسرق بهذه الطريقة قال: إذا مر يوم لم أسرق أشعر بحريقة ونار في داخلي لازم أسرق .. انظروا كيف القلب يحركه ليسرق!
إذن مالعلاج والحل ! أولا : إذا أراد الإنسان أن يشرب عسل وكان الحلق ملتهب نجد أن العسل رغم كونه حلو المذاق اذا كان في الحلق التهاب نجده مُرا وحارا لأن المشكلة في الحلق ! وكذلك القرآن إذا أتى على قلب مريض .. فلنجاهد ونحرص على أن تصلح صلاتنا بذلك .. قال تعالى : {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
لنقترب من الله أكثر ونجعل أكبر هم (هم الصلاة)
لابد أن نهتم بالخشوع ويكون همّنا وندعي الله أن يرزقنا إياه .. نلحّ في الدعاء أن يرزقنا الله الخشوع .. فحين نتوضأ نفكر كيف نخشع بصلاتنا ! ونتذكر دوما قول الله تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
الآن نبدأ في الصلاة ..:
الله أكبر : الله أكبر من كل شيء إذن لماذا أفكر بفستان أو صديقة أو معصية ؟ إذا كان الله أكبر من كل شيء نفكر أن نناجي الله الذي هو أكبر من كل شيء.
دعاء الاستفتاح: هو تعظيم لله إذا دخلنا لملك لابد أن نعظمه في البداية بكلمات طيبة .. وكذلك في الصلاة نقابل ملك الملوك ونعظمه بالاستفتاح.
الفاتحة: هي الطامة الكبيرة على الشيطان .. أول ما نبدأ نستعيذ بالله من الشيطان أي نلتجيء بك يا الله ان تصرف عنا هذا الوسواس .. ثم البسملة ونبدأ ثم ندخل في الفاتحة ..
الحمدلله رب العالمين : هنا حدث أمر عظيم لقد ردّ الله جل وعلا عليك باسمك فقال الله : حمدني عبدي (حمدتني أمتي)
الرحمن الرحيم : قال الله : أثنى علي عبدي
مالك يوم الدين : قال الله : مجّدني عبدي
إياك نعبد وإياك نستعين : قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ..
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلّين : الذين أنعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحين ..
دوما الشيطان يبدأ يدخل على صلاتنا من الفاتحة ليُفسد علينا هذه المناجاة .. فلابد أن نكون أقوياء لنستعد للقاء العدو ..
نقرأ بعدها سورة من القرآن مثلا سورة الإخلاص ..
ما معنى الصمد : هو الخالق الذي تقضى إليه كل الحوائج .. الخالق الذي ليس له جوف لكن الله الصمد لا يحتاج لا أكل ولا رزق ..
لابد أن نعرف عن الله لنحبه ونخشع في صلاتنا ..
اسم الله الرزاق : لو كان هُناك شخص يبيع دخان لو قلت له : من الرزاق ؟ يقول :الله .. لكن لو قلت له لا تبيع دخان يقول لك : لا يأتي بالزبائن إلا الدخان ! هُنا هو جعل الرزاق الدخان ..-سبحان الله وتعالى -
اسم الله السميع : مثل أم من فرحتها بابنتها في فرحها تضع موسيقى لو سألتيها من السميع ؟ تقول لك الله .. لكن لو قلتِ لها : وهل يُرضيك أن يسمع الله منكِ ذلك ! تقول لك : ماذا أفعل والناس لا يحبون إلا هذا .. هُنا من السميع عندها ؟!!
عندما نقرأ القرآن وتمر علينا أسماء الله لابد أن نقف عندها لأنها سبب في الخشوع !
الركوع : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (رأيتُ جبريل يُغطي مابين السماء والأرض) ويقول : ( أطّت السماء وحق لها أن تئط ما من شبر إلا وملكـ ساجد وملكـ قائم ...) انظري لعظمة الله .. إذا كان هذا خلق الله في ملائكته .. قولي سبحان الله العظيم اقرأي عن عظمة الله حتى نستشعر عظمة الله ..
الرفع من الركوع: نقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد .. نحمده على نعمة الإسلام فالأرض أغلبها غير مسلمين وزيادة على هذه النعمة أن جعلكِ تتكلمين اللغة العربية وكثير من المسلمين لا يفهمون القرآن .. والنعمة الثالثة أننا قرب الحرمين وهناك من يبكي يتمنى أن يرى الكعبة وأيضا نعمة الصحة .. قال تعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
السجود : استشعري أن الله على علوّه يسمعك وقولي : سبحان ربي الأعلى فهو يسمع الجميع في لحظة واحده .. طالب في أولى ابتدائي قيل له هل يسمعنا الله جميعنا في لحظة واحده قال : نعم يسمعنا لأنه هو الذي خلقنا . مثال : لما نكلم بالجوال الكلام ينتقل بالموجات في الهواء .. ثم في الفاتورة نجد كل شيء محصى كل مكالمة وكل رسالة بالوقت والتاريخ .
وأخيرا : خذي البشرى من الله .. قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } بعد أن نستعين بالله وندعوه ونجاهد فيه في الأخير نفوز بالخشوع وإذا تذوقنا لذة الخشوع في الصلاة لا نستطيع أن نتركها حتى لو فترنا عنها فترة لابد أن نعود لها . ونسأل الله الثبات .
هذا ما تيسر كتابته .. وهو رزق من الله ساقه الله إلينا . الحمدلله كثيرا. | |
|