حكايات البيوت المسكونة بالأشباح والأرواح تكاد تكون معروفة ومتداولة منذ آلاف السنين لدى مختلف الشعوب والثقافات، ونادراً ما نجد مدينة لا تخلو من حكايات أغرب من الخيال عن أحداث غريبة تقع في هذا المنزل أو ذلك، وهي أحداث تُعزى مسؤوليتها إلى الأشباح. والولايات المتحدة لا تشذ عن القاعدة، فالحكايات عن بيوت كهذه أكثر من أن يمكن حصرها في كتاب أو مجلد ضخم. واللافت للنظر أن الأميركيين في غالبيتهم يعشقون مثل هذه القصص، حتى أن بيوت الرعب التي تنتشر تقريباً في كل منطقة بمناسبة ""Halloween تدر أرباحاً هائلة على أصحابها. وفي ما يلي تفاصيل عن خمسة من أكثر البيوت المسكونة بالأشباح والأرواح شهرة في أميركا.
متاهة وينشستر
http://me......../vb/attachment.php?...3&d=1215798768في العام 1881، سيطر الرعب على المليونيرة الأميركية سارة وينشستر زوجة صاحب المصانع الشهيرة للبنادق الحربية أوليفر وينشستر، فصارت تتخيل أن الأرواح الشريرة وأشباح الأشخاص الذين قتلوا بالبنادق التي صنعها زوجها سوف تنتقم منها أشد انتقام، وأنها في حاجة ماسة لحماية نفسها من تلك الأرواح والأشباح. استشارت أحد العرافين في المنطقة فنصحها العراف بالاستمرار في بناء غرف إضافية لقصرها الكائن في سان هوزيه بحيث "يضيع" الشبح بين أرجاء القصر الكبير فلا يعرف طريقه إليها!! مع أن الذين يعتقدون بوجود الأشباح والأرواح الشريرة يؤمنون جيداً أنها تستطيع اختراق الحواجز والجدران والانتقال من مكان إلى آخر.
فلا الحواجز والعوائق تقف في سبيلها، ولا تحتاج إلى زمن كي تتحرك كما تشاء، صدّقت السيدة ما قاله العراف فاستدعت مقاولاً معروفاً وطلبت منه العمل دون توقف في إضافة غرف وممرات إلى القصر. وقد تواصلت ورشة البناء قرابة الأربعين عاماً تم خلالها بناء أكثر من مئة غرفة وعشرات الممرات. بعض الغرف لا تزيد مساحتها عن نصف متر مربع وبعضها بسقف لا يعلو عن الأرض بأكثر من خمسين سنتيمتراً. كذلك بالنسبة للمرات، فبعضها مسدود أي أنه لا يؤدي إلى أي مكان وبعضها ينتهي في الهواء الطلق بحيث إذا سار فيه الشبح، يقع من علٍ، كما كانت تتصور!!!
في العام 1922 ماتت السيدة وبقي القصر - المتاهة مصدراً لكل الحكايات الغريبة عن الأشباح والأرواح الشريرة التي تسكنه ولعل أطرفها وأكثرها انتشاراً تلك التي تتحدث عن أن شبح سيدة القصر لا يزال يتجول في أرجائه. أما اليوم فلا يزال القصر يجذب الآلاف من الزوار والسياح الذين يفدون من كل أنحاء العالم للقيام بجولة في القصر الغريب.. لكن أحداً من هؤلاء أو أولئك لم يثبت بالدليل وجود أي شبح أو روح شريرة في القصر.
القتل بأمر من الشيطان
في 13 تشرين ثاني لقي ستة أفراد من عائلة واحدة مصرعهم على يد أحد أبناء العائلة في بلدة أميتيفيل بولاية نيويورك، وفي سرده للوقائع أثناء محاكمته، قال القاتل إن قوة شيطانية اقتحمت منزل العائلة وأجبرته على قتل عائلته كلها. وبالطبع لم تأخذ المحكمة بأقواله وأصدرت عليه حكماً بالإعدام. المهم أن المالك الجديد للمنزل راح يروي لكل من هب ودب حكايات لها أول وليس لها آخر عن مشاهداته لأرواح وأشباح أفراد العائلة المغدورين. وقد وصلت تلك الحكايات الغريبة إلى أحد كتاب روايات الرعب فألف كتاباً عن المنزل المسكون لقي انتشاراً واسعاً إلى درجة أن هوليوود حولت الرواية إلى فيلم لقي هو الآخر نجاحاً قل نظيره. ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على الجريمة وحكايات الرعب التي تبعتها، لم يستطع أحد إثبات أي من تلك التفاصيل. بل إن محامي الابن القاتل اعترف في وقت لاحق أن الحكاية مفبركة من أساسها بهدف إنقاذ القاتل من الإعدام.
الكاتراز
السجن المرعب الكاتراز، اسم ظل مرادفاً للرعب لعشرات من السنين، فهو اسم صخرة على خليج سان فرانسيسكو، وفوق تلك الصخرة أقيم أكثر السجون الأميركية شهرة حيث كان مخصصاً لأعتى المجرمين، وقد اشتهر السجن الذي أخذ اسم الصخرة ذاتها، بأن نزلاءه يلقون معاملة قاسية للغاية حيث التعذيب بكل وسائله، أو على الأقل هذا ما كان يشاع عنه. ومن تلك القصص أن العشرات من الس*جناء قد لقوا مصرعهم أثناء التعذيب أو أثناء محاولاتهم الفرار من السجن - الجزيرة، أو خلال أعمال تمرد أو شغب حيث كان السجناء يواجهون بأقسى العقوبات.
وبعد 29 سنة في الخدمة تم إغلاق السجن الذي ألهب خيالات الكثيرين عبر دهاليزه وزنازينه التي تضج بدوي الصرخات المكتومة، وبطرطقة الأبواب الحديدية الصدئة. وتحولت حكايات السجن الأسطورة إلى كتب وأفلام سينمائية لا تزال حتى اليوم تلقى الكثير من الرواج.. ولا يزال السجن المتقاعد مزاراً للسياح الباحثين عن كل غريب في هذا العالم.
منزل الشقيقتين فوكس
قد يكون هذا المنزل الأقل شهرة بين نظرائه في عالم البيوت المسكونة بالأرواح والأشباح، لكنه في نظر الكثيرين أكثرها أهمية على الإطلاق، فقد فتحت حكاياته العجيبة الطريق لنشوء مذهب ديني جديد لا يزال أتباعه حتى يومنا هذا يمارسون طقوسه في العديد من الولايات المتحدة، وهو المذهب الروحاني. بدأت حكاية هذا المنزل الكائن في منطقة هايدزفيل غربي نيويورك، وهو أقرب إلى الكوخ المتواضع في العام 1848 عندما ادعت اثنتان من بنات العائلة التي تسكنه وهما الشقيقتان ماغي وكاتي فوكس أنهما على اتصال مع روح بائع متجول لقي حتفه غيلة في المنطقة. وكانت الشقيقتان تجلسان أمام الزوار فتطرحان الأسئلة على الروح كما كانتا تزعمان، فترد الأخيرة على شكل طرقات على طاولة صغيرة أمامهما، نعم بطرقة واحدة، لا بطرقتين.. فصدق الناس البسطاء الأمر.
وكانت أم الصبيتين أكثر المستغربين لقدرات الصغيرتين على التواصل مع الروح! وبعد سنوات طويلة من اللعب بعقول الناس، اعترفت الشقيقتان بأن ما تقومان به ليس سوى خداع، وأنهما كانتا تعملان دون أن يلاحظ الناس على تدبير الطرقات على الطاولة باستخدام عصا طويلة مخبأة تحت سجادة تتوسط الغرفة. واعترفت الشقيقتان أيضاً بأن حكاية البائع المتجول مختلقة من أساسها، ولم تكن هناك جريمة قتل أصلاً، حتى انهما صارتا بعد انكشاف الخدعة تمثلان طريقة العمل الذي كانتا تقومان به طوال سنوات لخداع الناس. ورغم اعتراف الشقيقتين بالخدعة قبل أكثر من 150 عاماً، بقي المؤمنون بإمكان التواصل مع الأموات على إيمانهم وزادت أعدادهم وانتشروا في كل الولايات الأميركية.
البيت الأبيض
شهد البيت الأبيض طوال تاريخه، بالإضافة إلى الرؤساء الأميركيين، العديد من المآسي والحكايات غير العادية ابتداء من إحراقه على أيدي الجنود الإنكليز في العام 1814 وانتهاء بالعديد من محاولات الاغتيال التي نجح بعضها. ومن أكثر القصص التي تروى عن نزلاء البيت الأبيض من الأرواح والأشباح تلك التي تتحدث بكثير من التفاصيل عن شبح الرئيس إبراهام لينكولن الذي شوهد مئات المرات، كما تقول الحكايات، يتجول في أرجاء القصر وحدائقه.
ومن الأشباح الأخرى التي سكنت البيت الأبيض تلك العائدة لأرملة لينكولن واسمها ماري تود وكثيراً ما كان شبحها يشاهد وهي تلهو بمياه البحيرة المقامة داخل أسوار البيت الأبيض، أو بمياه رشاش الزهور. ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن الحكايات تتناول أيضاً أشباح الرئيس أندرو جاكسون بالإضافة إلى العديد من زوجات الرؤساء الأميركيين السابقين أمثال دوللي ماديسون وأبيغيل آدامز